الموجز الخامس: العتبة: وعدٌ جديدٌ للبشرية
من أجل التحضير للحضور الفضائي الموجود في العالم، من الضروري تعلُّم المزيد عن الحياة في المجتمع الأعظم، الحياة التي ستحيطُ بعالمكم في المستقبل، الحياة التي ستكونون جزءاً منها.
كان مصيرُ البشرية دائماً هو الظهور في مجتمع أعظم من الحياة الذكية. هذا أمرٌ حتمي ويحدثُ في جميع العوالم التي بُذرت فيها الحياة الذكية وتطورت. كُنتم ستدركون في نهاية المطاف أنكم كنتم تعيشون داخل مجتمع أعظم. وكنتم ستكتشفون في النهاية أنكم لم تكونوا وحدكم في عالمكم، وأن الزيارات كانت تحدُث، وأنه كان سيتعيَّن عليكم تعلم التنافس مع أعراق وقوى ومعتقدات ومواقف متباينة سائدة في المجتمع الأعظم الذي تعيشون فيه.
الظهور في المجتمع الأعظم هو مصيرُكم. عزلتُكم قد انتهت الآن. رغم أن عالمكم قد تمَّت زيارتُه مرات كثيرة في الماضي، فإن حالة انعزالكم قد انتهت. وبات من الضروري الآن أن تُدركوا أنكم لم تعودوا بمفردكم، لا في الكون ولا حتى داخل عالمكم. هذا المفهوم يرِدُ بشكل أكمل في التعليم في روحانية المجتمع الأعظم الذي يجري تقديمه في العالم اليوم. دورُنا هنا هو وصفُ الحياة بشكلها القائم في المجتمع الأعظم حتى تفهموا بشكل أعمق البانوراما الأعظم للحياة التي أنتم بصدد الظهور فيها. هذا ضروري لكي تتمكنوا من التعامل مع هذا الواقع الجديد بقدر أعظم من الموضوعية والفهم والحكمة. لقد عاشت البشرية في عزلة نسبية لوقت طويل جداً حتى أصبح من الطبيعي أن تعتبروا أن بقية الكون يعملُ وفقاً لأفكاركم، ومبادئكم، وعلومكم التي تعتبرونها مقدسة وتبنون عليها أنشطتكم وتصوراتكم عن العالم.
المجتمع الأعظم شاسع. ولم يتم قط استكشافُ أبعد مدى له. إنه أعظمُ من أن يفهمه أي عرق من الأعراق. فداخل هذه الخليقة الرائعة، توجد حياة ذكية على جميع مستويات التطور وبتعبيرات لا تُعد ولا تُحصى. عالمُكم يوجد في جزء من المجتمع الأعظم المأهول بدرجة لا بأس بها. هناك مناطق كثيرة من المجتمع الأعظم لم تُستكشف قط وهناك مناطق أخرى تعيشُ فيها أعراق في سرية. كل شيء موجود في المجتمع الأعظم كشكل من تجليات الحياة. رغم أن الحياة كما وصفناها تبدو صعبةً ومليئةً بالتحديات، فإن الخالق يعملُ في كل مكان، ويسترجعُ المنفصلين من خلال المعرفة الروحية.
في المجتمع الأعظم، لا يمكن أن يكون هناك دينٌ واحد، أو أيديولوجيةٌ واحدة، أو شكلٌ واحد من أشكال الحكومة يمكن تكييفه ليلائم جميع الأعراق والشعوب. لذلك، عندما نتكلَّمُ عن الدين، فإننا نتكلم عن روحانية المعرفة الروحية، فهذه هي قوة وحضور المعرفة الروحية الموجودة بداخل كل الحياة الذكية، بداخلكم، وداخل زواركم، وداخل الأعراق الأخرى التي ستلتقون بها في المستقبل.
ومن ثم، تصبحُ الروحانيةُ الكونيةُ نقطةً مركزية عظيمة. وهي تشملُ المفاهيم والأفكاَر المتباينة السائدة في عالمكم وتُعطي واقعكم الروحي أساساً مشتركاً. ومع ذلك فإن دراسة المعرفة الروحية ليست عملاً تنويرياً فحسب، بل أساسي للبقاء والتطور في المجتمع الأعظم. فحتى يتسنّى لكم تأسيسُ وإدامةُ حريتكم واستقلالكم في المجتمع الأعظم، يجب أن تكون هذه القدرة العظمى قد تطورت لدى عدد كافٍ من الأشخاص في عالمكم. المعرفة الروحية هي الجزءُ الوحيدُ منك الذي لا يمكن التلاعب به أو التأثير عليه. إنها مصدرُ كل فهم حكيم وكل عمل حكيم. وهي تصبحُ ضرورة داخل بيئة المجتمع الأعظم إذا كان يُنظرُ إلى الحرية باعتبارها قيمة وإذا كنتم ترغبون في تحديد مصيركم بدون أن تُدمجوا في جماعة أو في مجتمع آخر.
لذلك، بينما نعرضُ عليكم حالةً خطيرةً في العالم اليوم، فإننا نقدمُ أيضاً هديةً عظيمةً ووعداً عظيماً للبشرية، لأن الخالق لن يترككم دون تحضير للمجتمع الأعظم، الذي هو أعظم عتبة ستواجهونها كعرق. هذه هديةٌ بوركنا بها أيضاً. وهي مازالت بحوزتنا على مدى قرون كثيرة مما تعدون. كان علينا أن نتعلمها اختياراً وللضرورة على حد سواء.
بالفعل، إن حضور المعرفة الروحية وقوّتها هما ما أتاحا لنا التكلم كحلفاء لكم وتوفير المعلومات التي نقدِّمها في هذه الإحاطات. ولو لم نكن وجدنا هذا الوحي العظيم، لبقينا معزولين في عوالمنا، غير قادرين على استيعاب القوى العظمى في الكون التي ستشكِّلُ مستقبلنا ومصيرنا. فالهدية التي يجري إعطاؤها في عالمكم اليوم قد أُعطيت لنا ولكثيرٍ من الأعراق الأخرى التي أظهرت وعداً مبشراً. هذه الهدية مهمةٌ بشكل خاص للأعراق الظاهرة كعرقكم التي تبدي وعداً مبشراً ولكن معرضة لخطر بالغ في المجتمع الأعظم.
لذلك، فمع أنه لا يمكن أن يوجد دينٌ واحدٌ أو إيديولوجيةٌ واحدةٌ في الكون، فإن هناك مبدأ كونياً وفهماً وواقعاً روحياً متاحاً للجميع. وهو مكتمل إلى حد أن بمقدوره التخاطب مع من هم يختلفون عنكم كثيراً. إنه يخاطب الأحياء بكل تنوعهم وكل تجلياتهم. وأنتم، يا من تعيشون في عالمكم، لديكم الآن الفرصة للتعلم عن هذه الحقيقة العظيمة وتجربة قوتها ونعمتها لأنفسكم. بالفعل، في نهاية المطاف، هذه هي الهدية التي نود تعزيزها، لأنها هي التي ستحفظ لكم حريتكم وحقكم في تقرير مصيركم وتفتح الباب لوعد أعظم في الكون.
مع ذلك، ستواجهون في البداية شدائداً وتحدياً عظيماً. وهذا يتطلبُ منكم تعلم معرفةً روحية أعمق ووعي أعظم. وإذا استجبتم لهذا التحدي أنتم المستفيدين، ليس على مستوى الفرد فحسب بل على مستوى العرق البشري بأكمله.
يجري تقديم التعليمُ في روحانية المجتمع الأعظم في العالم اليوم. وهو تعليم لم يعرض هنا من قبل. ويجري تقديمُه من خلال شخص واحد، يخدمُ كوسيط لهذا التقليد ومتحدث باسمه. ويجري إرسالُه إلى داخل العالم في هذا الوقت الحرج الذي يجبُ فيه على البشرية أن تتعلم عن حياتها في المجتمع الأعظم وعن القوى العظمى التي تشكل العالم اليوم.
فقط بهذا التعليم والفهم من خارج العالم يمكنُكم الحصول على هذه الميزة وهذا الإعداد.
لستُم وحدكم في الاضطلاع بهذه المهمة العظيمة، فهناك آخرون في الكون يضطلعون بها، حتى في هذه المرحلة من مراحل تطوركم. إنما أنتم عرقٌ واحد من بين أعراق عديدة آخذةٍ في الظهور في المجتمع الأعظم في هذا الوقت. كلٌّ من هذه الأعراق ينبئ بأمورٍ واعدةٍ إلا أن كلا منها عرضةٌ لخطر الصعوبات والتحديات والتأثيرات الموجودة في هذه البيئة العظمى. الحقُّ أن العديدَ من الأعراق فقدت حريتَها قبل أن تبلغها لتصبح مجرد جزءاً من الجماعات أو النقابات التجارية أو الدول العميلة لقوى أكبر.
لا نتمنى أن نرى ذلك يحدثُ للبشرية، لأن ذلك سيكونُ خسارةً عظيمة. ولهذا السبب نحنُ هنا. لهذا السبب يعملُ الخالق في العالم اليوم، حيث يجلبُ مفهوماً جديداً للأسرة البشرية. لقد حان الوقت لأن تنهي البشريةُ صراعاتها المستمرة فيما بينها وتستعد للحياة في المجتمع الأعظم.
أنتم تعيشون في منطقة يسودُها نشاطٌ عظيم خارج نظامكم الشمسي الصغير. وداخل هذه المنطقة، تُزاولُ أعمالُ المقايضة التجارية على طول طرق رئيسية معينة. تتفاعلُ العوالمُ، وتتنافسُ، وفي بعض الأحيان تتصارعُ مع بعضها البعض. ويسعى أصحابُ المصالح التجارية كلهم إلى اقتناص الفرص. وهم لا يسعون إلى تأمين الموارد فحسْب وإنما أيضا تأمين الولاء من عوالم كعالمكم. ويشكِّلُ بعضُهم جزءاً من جماعات أكبر. هناك آخرون يحافظون على التحالفات الخاصة بهم على نطاقٍ أضيق بكثير. لقد كان على العوالم القادرة على الظهور بنجاح في المجتمع الأعظم أن تحافظ بدرجةٍ عظيمةٍ على استقلاليتها واكتفائها الذاتي. فهذا يحرِّرُهم من أن يكونوا منكشفين لقوى أخرى وهو أمر سوف يخدم فقط استغلالهم والتلاعب بهم.
إن اكتفاءَكم-الذاتي وتطورَ فهمكم ووحدَتَكم هي بالفعل الأمور التي سيصبحُ لا غنى عنها البتة لرفاهكم في المستقبل. وهذا المستقبلُ ليس منكم ببعيد، لأن تأثير الزوار بدأ يتزايدُ بالفعل في عالمكم. وهناك كثيرون قد أذعنوا لهم بالفعل وباتوا يعملون الآن مبعوثين ووسطاء لهم. وهنا كثيرون آخرون يجري استخدامُهم ببساطة كموارد لبرنامجهم الوراثي. وقد حدث هذا، كما قلنا، مرات عديدة في أماكن عديدة. الأمرُ يخلو من الغموض بالنسبة لنا وإن بدا بالتأكيد غير مفهوم لكم.
التدخلُ هو في جانب منه مصيبةٌ وفي الجانب الآخر فرصةٌ حيوية. فإذا كان بمقدوركم الاستجابة، والتحضير، وتعلم المعرفة الروحية والحكمة المقدمة من المجتمع الأعظم، فسيكون بمقدوركم صد عمل القوى التي تتدخل في عالمكم وبناء الأساس لوحدة أعظم بين شعوبكم وقبائلكم. نحن، بالطبع، نشجِّع هذا، لأن هذا يقوي عروة المعرفة الروحية في كل مكان.
في المجتمع الأعظم، نادراً ما تحدثُ حروبٌ على نطاق واسع. فهناك قوى مُقَيدة. فقبل كل شيء، تؤدي الحرب إلى اضطرابات في التجارة وفي تطوير الموارد. ونتيجة لذلك، لا يُسمحُ للأمم الكبيرة بالتصرف باستهتار، لأنها تعرقلُ أهداف الأطراف الأخرى والأمم الأخرى والمصالح الأخرى أو تحولُ دون تحقيقها. تحدثُ الحروبُ الأهليةُ بشكل دوري في العوالم، أما الحروبُ الواسعةُ النطاق بين المجتمعات وبين العوالم فنادراً ما تقعُ بالفعل. لهذا السبب جزئياً أُنشئت تلك المهارة في البيئة العقلية، لأن الأمم تتنافسُ مع بعضها البعض وتحاولُ التأثير على بعضها البعض. حيث إن تدميرُ الموارد والفرص أمراً لا يرغبُ فيه أي أحد، فإنه يتم تنمية هذه المهارات والقدرات الأعظم بدرجات متفاوتة من النجاح بين العديد من المجتمعات في المجتمع الأعظم. وعندما توجدُ هذه الأنواع من التأثيرات، تكونُ الحاجةُ إلى المعرفة الروحية أعظم.
إن البشرية غيرُ مستعدة لهذا الأمر بشكل كاف. ولكن بسبب تراثكم الروحي الثري ومقدار الحرية الشخصية الموجودة في عالمكم اليوم، هناك وعداً مبشراً في المضيُ قُدماً في هذا الفهم الأعظم وبالتالي تأمين حريتكم والحفاظ عليها.
توجد قيودٌ أخرى تحول دون وقوع الحروب في المجتمع الأعظم. معظمُ المجتمعات التي تزاولُ المقايضة التجارية تنتمي إلى نقابات كبيرة لديها قوانين ومدونات لقواعد السلوك منشأة لأعضائها. وتعملُ هذه القوانين ومدونات قواعد السلوك على تقييد أنشطة العديد ممن يسعون إلى استخدام القوة للوصول إلى عوالم أخرى والموارد المملوكة لها. وإذا اندلعت الحربُ على نطاق واسع فإنها ستطالُ الكثير من الأعراق، وهذا لا يحدثُ في كثير من الأحيان. البشريةُ بحسب فهمنا نزاعةٌ للحرب وتتصور النزاع في المجتمع الأعظم من منظور الحرب، لكن ستجدون في الواقع أن الحربَ لا يتم التسامح بها وأن سُبُل الإقناع الأخرى توظف بدلاً من القوة.
من هذا المنطلق، يأتي زوارُكم إلى عالمكم دون تسليح عظيم. لا يأتون ومعهم قواتٌ عسكريةٌ ضخمة، لأنهم يوظفون المهارات التي تخدمُهم بطُرق أخرى، أي مهارات في التلاعب بأفكار من يواجهونهم ودوافِعهم ومشاعرِهم. والبشرُية عرضةٌ كبيرة لخطر عمليات الإقناع تلك بالنظر إلى ما هو سائد في عالمكم من خرافات وصراعات وانعدام الثقة في هذا الوقت.
لذلك، فحتى يتسنّى فهمُ زواركم وفهمُ الآخرين الذين ستقابلونهم في المستقبل، يجبُ عليكم وضع نهج أكثر نضجاً لاستخدام القوة والتأثير. هذا جزءٌ حيويٌ من تعليم المجتمع الأعظم. وسيُعطى جزءٌ من التحضير لهذا في التعليم في روحانية المجتمع الأعظم، ولكن يجب أن تتعلموا أيضاً من خلال التجربة المباشرة.
في الوقت الحاضر، نحن نفهم، أنه تسيطرُ على كثير من الناس أوهامٌ كبيرة في نظرتهم إلى المجتمع الأعظم. إذ يُعتقد أن من هم متطورون تكنولوجياً متطورون روحياً أيضاً، ولكن نستطيعُ أن نؤكد لكم أن هذا ليس هو الحال. أنتم أنفسكم، على الرغم من أنكم الآن أكثر تقدماً في التكنولوجيا مما كنتم عليه سابقاً، فإنكم لم تتطوروا روحياً بدرجة عظيمة جداً. لديكم المزيد من القوة، ولكن مع القوة تأتي الحاجة إلى زيادة ضبط النفس أكثر.
يوجد في المجتمع الأعظم من هم أشدُّ منكم قدرةً على المستوى التكنولوجي وحتى على مستوى الفكر. إنكم ستتطورون للتعامل معهم، لكن الأسلحة لن تكون بؤرة تركيزكم.
لأنه في حال قيام حرب بين الكواكب، يكون الدمارُ شديداً إلى حد أن الكل يخسرون. وماهي الغنائم في صراع كهذا؟ ما هي المزايا التي يؤمنُّها؟ عندما يقعُ صراعٌ كهذا، فإنه يحدث في الفضاء نفسه ونادراً ما يحدث على البيئات الأرضية. ويتم بسرعة التصدي للأمم المتمردة ولمن يقومون بالتدمير والعدوان، وخاصةً إذا كانوا موجودين في مناطق مأهولة تزاول فيها التجارة.
لذلك، من الضروري أن تفهموا طبيعة الصراع في الكون لأن ذلك سيوفرُ لكم البصيرة بشأن الزوار واحتياجاتهم — لماذا يعملون بالطريقة التي يعملون بها، ولماذا الحرية الفردية غير معروفة بينهم، ولماذا يعتمدون على جماعاتهم. لأن هذا يوفر لهم الاستقرار والقوة، لكن أيضاً يجعلهم ضعفاء لمن هم مزودون بمهارات المعرفة الروحية.
تمكنِّكم المعرفة الروحية من التفكير بأي عدد من الطرق، ومن التصرف بتلقائية، ومن تصور الواقع فيما وراء ما هو واضح، ومن تجربة المستقبل والماضي. هذه القدرات بعيدةٌ عن متناول من ليس بوسعهم إلا اتباع الأنظمة وإملاءات ثقافاتهم. أنتم متأخرون كثيراً عن زواركم من الناحية التكنولوجية، لكن تملكون الوعد بتطوير المهارات في طريقة المعرفة الروحية، فهي مهاراتٌ ستحتاجون إليها ويجب أن تتعلموا الاعتماد عليها بشكل متزايد.
لن نكون حلفاءً للبشرية إذا لم نعلِّمكم عن الحياة في المجتمع الأعظم. لقد رأينا الكثير. وواجهنا الكثيرَ من الأشياء المختلفة. وقُهرت عوالمُنا وكان علينا استعادةُ حريتنا. ولدينا، من الخطأ ومن التجربة، علمٌ بطبيعة الصراع والتحدي الذي تواجهونه اليوم. ولهذا السبب فإننا ملائمون تماماً لهذه المهمة في خدمتنا لكم. مع ذلك، لن تقابلونا، ولن نأتي لمقابلة قادة دولكم. ذلك ليس هدفُنا.
بالفعل، أنتم بحاجة إلى أقل مستوى من التداخل قدر الإمكان، إلا أنكم بحاجة إلى مساعدة عظيمة. هناك مهارات جديدة يجب عليكم تطويرها وهناك فهم جديد يجب عليكم اكتسابُه. حتى لو كان القادمون إلى عالمكم من الأخيار، لكان لهم ذلك التأثير وذلك الوقع عليكم فتصبحون معتمدين عليهم ولا تقومون بتأسيس قوتكم وقدراتكم واكتفائكم الذاتي. سيكونُ اعتمادُكم كبيراً على تكنولوجياتهم وعلى فهمهم إلى حد أنهم لن يكونوا قادرين على ترككم. والحقيقةُ أن مجيئهم إلى هنا سيجعلُكم حتى أكثر عرضة لخطر التداخل في المستقبل. لأنكم سترغبون في تكنولوجياتهم، وستريدون السفر على طول ممرات المقايضة التجارية في المجتمع الأعظم. ولكن لن تكونوا مستعدين، ولن تكونوا حكماء.
هذا هو السببُ في أن أصدقاء المستقبل ليسوا هنا. وهذا هو السببُ في أنهم لا يأتون لمساعدتكم. لأنكم لن تصبحوا أقوياء إن هم فعلوا ذلك. ستريدون عندئذ الارتباط بهم وإقامة تحالفات معهم، ولكن ستكونون أضعف من أن توفروا الحماية لأنفسكم. جوهرُ الأمر هو أنكم ستصبحون جزءاً من ثقافتهم، وهو أمر لا يريدونه.
ربما لن يتمكن الكثير من الناس من فهم ما نقوله هنا، لكن ستجدون بمضي الوقت أنه منطقي تماماً، وسترون حكمته وضرورته. في هذه اللحظة، أنتم أكثر ضعفاً، وأكثر تشتتاً، وأكثر تناحراً، من أن تشكلوا تحالفات قوية، حتى مع من يمكن أن يكونوا أصدقاءكم في المستقبل. ليس بمقدور البشرية بعد أن تتكلم بصوت واحد، ومن ثم فإنكم عرضة للتدخل والتلاعب من الخارج.
ومع تزايد واقع المجتمع الأعظم في عالمكم، وفي حال أمكن لرسالتنا بلوغ عدد كاف من الناس، سيتزايدُ الإجماع على أن هناك مشكلة أعظم تواجهها البشرية. ومن شأن ذلك أن يخلق أساساً جديداً للتعاون والإجماع. لأنه ما الميزة التي يمكن أن تتفوق بها دولة على أخرى في عالمكم عندما يواجه العالم بأكمله خطر التدخل من الخارج؟ ومن الذي يمكنه أن يسعى لاكتساب القوة الفردية في بيئة تتدخل فيها قوات فضائية من خارج الأرض؟ إن الحرية لا تكون حقيقية في عالمكم إلا إذا تقاسمها الجميع. يجب الاعتراف بها ومعرفتها. ولا يمكن أن تكون امتيازاً لحفنة من الناس وإلا لما كانت هناك شدة حقيقية هنا.
إننا نفهمُ من اللامرئيون أنه يوجد بالفعل أشخاصاً يسعون إلى الهيمنة على العالم لأنهم يعتقدون أن لديهم بركات الزوار ودعمهم. لديهم تأكيدات من الزوار تطمئنهم بأنهم سيتلقون المساعدة في سعيهم إلى الحصول على السلطة. ولكن، ما الذي يتنازلون عنه سوى مفاتيح حريتهم الشخصية وحرية عالمهم؟ إنهم يفتقرون إلى المعرفة والحكمة. ولا يستطيعون رؤية خطأهم.
نفهمُ أيضاً أن هناك من يعتقد أن الزوار هنا ليمثلوا نهضةً روحيةً وأملاً جديداً للبشرية، لكن كيف لهم أن يعرفوا، وهم لا يعرفون شيئاً عن المجتمع الأعظم؟ إنه أملُهم ورغبتُهم في أن يكون هذا هو واقعُ الأمر، وهذه الرغبات يستوعبُها الزوار لأسباب في غاية الوضوح.
ما نقولُه هنا هو أنه لا يمكنُ أن يقتصر الأمرُ على وجود حرية حقيقية في العالم، وقوة حقيقية، ووحدة حقيقية. نحن نتيح رسالتنا للجميع، ونحن على ثقة من أن كلماتنا يمكن تلقيها وأخذها بعين الاعتبار بجدية. لكننا لا نملكُ التحكم في استجابتكم. ربما تؤدي الخرافات والمخاوف السائدة في العالم إلى جعل رسالتنا بعيدة عن متناول الكثيرين. لكن الوعد لا يزال موجوداً. لكي نعطيكم المزيد، سيتعين أن نستولي على عالمكم، وهو ما لا نريد أن نفعله. لذلك، فنحن نعطي كل ما بوسعنا إعطاؤه دون التشويش في شؤونكم. لكن هناك كثيرون يريدون التشويش. يريدون أن يقوم بإنقاذهم أو تخليصهم شخصٌ آخر. إنهم لا يثقون بالإمكانات المتاحة للبشرية. ولا يؤمنون بمواطن القوة والقدرات المتأصلة في البشرية. هؤلاء سيسلِّمون حريتهم طواعية. سيصدقون ما يقوله لهم الزوار. وسيخدمون أسيادَهم الجدد، معتقدين أن ما يقدَّم لهم هو تحريرهم.
إن الحرية شيءٌ ثمين في المجتمع الأعظم. لا تنسوا ذلك أبداً. حريتكم، حريتنا. وما الحرية إلا القدرة على إتباع المعرفة الروحية، الحقيقة التي وهبها الخالق لكم، وعلى التعبير عن المعرفة الروحية والمساهمة بالمعرفة الروحية بكل تجلياتها؟
زوارُكم لا يملكون هذه الحرية. هي غير معروفة لهم. إنهم ينظرون إلى فوضى عالمكم، ويعتقدون أن النظام الذي سيفرضونه هنا سيخلِّصكم وينقذكم من تدميركم لأنفسكم. هذا كل ما يمكنهم تقديمه، لأن هذا هو كل ما لديهم. سيستغلونكم، لكنهم لا يعتبرون هذا الأمر في غير محله، لأنهم هم أنفسُهم مستغَلون ولا يعرفون لذلك بديلاً. فلقد تمت برمجتُهم وتكييفُهم بشكل شامل إلى حد أن الوصول إليهم على مستوى روحانيتهم العميقة أمر تكاد تكون فرصُه معدومة. ذلك أنكم لا تملكون الشدة للقيام بذلك. وسيتعينُ أن تكونوا أشد بكثير من شدتكم اليوم حتى تتمكنوا من أن تأثروا على زواركم تأثيراً يحققُ لهم الخلاص. على أن امتثالهم ليس أمراً غير اعتيادي في المجتمع الأعظم. بل هو أمرٌ شائع جداً في الجماعات الكبيرة، حيث يكونُ توحدُ الشكل والامتثالُ ضروريين للعمل بكفاءة، لا سيما عبر مساحات الفضاء الشاسعة.
لذلك، لا تنظروا إلى المجتمع الأعظم بخوف، بل بموضوعية. والظروفُ التي نَصِفُها موجودةٌ بالفعل في عالمكم. إنها أمور تستطيعون فهمها. فالتلاعب أمرٌ معروفٌ لديكم. والتأثير أمرٌ معروفٌ لديكم. كل ما في الأمر أنكم لم تواجهوا أياً منهما قط على نطاق بهذا الاتساع، ولا كان عليكم يوماً أن تتنافسوا مع أشكال أخرى من الكائنات الذكية. ونتيجةً لذلك، لا تتوافر لديكم بعد المهارات اللازمة للقيام بذلك.
نحن نتكلمُ عن المعرفة الروحية لأنها أعظم قدرة لديكم. بغضِّ النظر عن التكنولوجيا التي يمكنكم تطويرها مع مرور الوقت، فالمعرفة الروحية هي وعدكم الأعظم. أنتم متأخرون كثيراً عن الزوار في تطوركم التكنولوجي. لذلك يجبُ عليكم الاعتماد على المعرفة الروحية. إنها أعظمُ قوة في الكون، وزوارُكم لا يستخدمونها. إنها أملُكم الوحيد. وهذا هو السببُ في أن التعليم في روحانية المجتمع الأعظم يعلِّمُ طريقة المعرفة الروحية، ويوفرُ خطوات إلى المعرفة الروحية ويعلمُ حكمة المجتمع الأعظم وبصيرته. بدون هذا التحضير، لن تكون لديكم المهارةُ أو المنظورُ اللازمان لفهم المعضلة التي تواجهونها أو الاستجابة لها بفعالية. إنه أمرٌ يفوق الحدود حجماً. إنه أمرٌ يفوق الحدود حداثةً. ولستم متكيفين مع هذه الظروف الجديدة.
يتزايد تأثيرُ الزوار مع مرور كل يوم. على كل شخص يستطيع سماع هذا والشعور به ومعرفته أن يتعلم طريقة المعرفة الروحية، طريقة المجتمع الأعظم للمعرفة الروحية. هذا نداء. وهو هدية. وهو تحدٍ.
لو كانت الظروفُ أفضل لما بدت الحاجةُ بهذه الشدة. لكن الحاجة هائلة، لأنه لا يوجدُ أمن، ولا يوجدُ مكان للاختباء، ولا يوجد ملاذٌ في العالم مؤَمن فيه من حضور الفضائيين هنا. وهذا هو السبب في أن الخيارات تقتصر على اثنين لا ثالث لهما: إما أن تذعن وإما أن تدافع عن حريتك.
هذا هو القرارُ العظيم الذي يتعيَّن على كل شخص اتخاذه. وهذه هي نقطةُ التحول العظمى. ليس بوسعكم أن تكونوا حمقى في المجتمع الأعظم. إنها بيئةٌ فائقة التطلبات، بيئةٌ تستلزم الامتياز والالتزام. إن عالمكم فائقُ القيمة. ومواردُه مطمعٌ للآخرين. ويُنظرُ إلى الموقع الاستراتيجي لعالمكم بإعتبار عالي. وحتى لو كنتم تعيشون في عالم ما بعيد جداً عن أي طريق من طرق المقايضة التجارية، بعيداً عن جميع التعاملات التجارية، فإن أحدَهم سيكتشفكم في نهاية المطاف. ونهايةُ المطاف هذه قد حلَّت لكم الآن. والأمر جارياً على قدم وساق.
فلتتشجعوا، إذن. فالآن هو وقتُ الشجاعة، وليس الازدواجية. وخطورةُ الموقف الذي تواجهونه إنما يؤكدُ أهمية حياتكم واستجابتكم وأهمية التحضير الذي يجري تقديمه في العالم اليوم. وهو تحضيرٌ لا يقتصرُ هدفه على تنويركم وتطوركم. بل يهدفُ كذلك إلى حمايتكم ونجاتكم.
كان مصيرُ البشرية دائماً هو الظهور في مجتمع أعظم من الحياة الذكية. هذا أمرٌ حتمي ويحدثُ في جميع العوالم التي بُذرت فيها الحياة الذكية وتطورت. كُنتم ستدركون في نهاية المطاف أنكم كنتم تعيشون داخل مجتمع أعظم. وكنتم ستكتشفون في النهاية أنكم لم تكونوا وحدكم في عالمكم، وأن الزيارات كانت تحدُث، وأنه كان سيتعيَّن عليكم تعلم التنافس مع أعراق وقوى ومعتقدات ومواقف متباينة سائدة في المجتمع الأعظم الذي تعيشون فيه.
الظهور في المجتمع الأعظم هو مصيرُكم. عزلتُكم قد انتهت الآن. رغم أن عالمكم قد تمَّت زيارتُه مرات كثيرة في الماضي، فإن حالة انعزالكم قد انتهت. وبات من الضروري الآن أن تُدركوا أنكم لم تعودوا بمفردكم، لا في الكون ولا حتى داخل عالمكم. هذا المفهوم يرِدُ بشكل أكمل في التعليم في روحانية المجتمع الأعظم الذي يجري تقديمه في العالم اليوم. دورُنا هنا هو وصفُ الحياة بشكلها القائم في المجتمع الأعظم حتى تفهموا بشكل أعمق البانوراما الأعظم للحياة التي أنتم بصدد الظهور فيها. هذا ضروري لكي تتمكنوا من التعامل مع هذا الواقع الجديد بقدر أعظم من الموضوعية والفهم والحكمة. لقد عاشت البشرية في عزلة نسبية لوقت طويل جداً حتى أصبح من الطبيعي أن تعتبروا أن بقية الكون يعملُ وفقاً لأفكاركم، ومبادئكم، وعلومكم التي تعتبرونها مقدسة وتبنون عليها أنشطتكم وتصوراتكم عن العالم.
المجتمع الأعظم شاسع. ولم يتم قط استكشافُ أبعد مدى له. إنه أعظمُ من أن يفهمه أي عرق من الأعراق. فداخل هذه الخليقة الرائعة، توجد حياة ذكية على جميع مستويات التطور وبتعبيرات لا تُعد ولا تُحصى. عالمُكم يوجد في جزء من المجتمع الأعظم المأهول بدرجة لا بأس بها. هناك مناطق كثيرة من المجتمع الأعظم لم تُستكشف قط وهناك مناطق أخرى تعيشُ فيها أعراق في سرية. كل شيء موجود في المجتمع الأعظم كشكل من تجليات الحياة. رغم أن الحياة كما وصفناها تبدو صعبةً ومليئةً بالتحديات، فإن الخالق يعملُ في كل مكان، ويسترجعُ المنفصلين من خلال المعرفة الروحية.
في المجتمع الأعظم، لا يمكن أن يكون هناك دينٌ واحد، أو أيديولوجيةٌ واحدة، أو شكلٌ واحد من أشكال الحكومة يمكن تكييفه ليلائم جميع الأعراق والشعوب. لذلك، عندما نتكلَّمُ عن الدين، فإننا نتكلم عن روحانية المعرفة الروحية، فهذه هي قوة وحضور المعرفة الروحية الموجودة بداخل كل الحياة الذكية، بداخلكم، وداخل زواركم، وداخل الأعراق الأخرى التي ستلتقون بها في المستقبل.
ومن ثم، تصبحُ الروحانيةُ الكونيةُ نقطةً مركزية عظيمة. وهي تشملُ المفاهيم والأفكاَر المتباينة السائدة في عالمكم وتُعطي واقعكم الروحي أساساً مشتركاً. ومع ذلك فإن دراسة المعرفة الروحية ليست عملاً تنويرياً فحسب، بل أساسي للبقاء والتطور في المجتمع الأعظم. فحتى يتسنّى لكم تأسيسُ وإدامةُ حريتكم واستقلالكم في المجتمع الأعظم، يجب أن تكون هذه القدرة العظمى قد تطورت لدى عدد كافٍ من الأشخاص في عالمكم. المعرفة الروحية هي الجزءُ الوحيدُ منك الذي لا يمكن التلاعب به أو التأثير عليه. إنها مصدرُ كل فهم حكيم وكل عمل حكيم. وهي تصبحُ ضرورة داخل بيئة المجتمع الأعظم إذا كان يُنظرُ إلى الحرية باعتبارها قيمة وإذا كنتم ترغبون في تحديد مصيركم بدون أن تُدمجوا في جماعة أو في مجتمع آخر.
لذلك، بينما نعرضُ عليكم حالةً خطيرةً في العالم اليوم، فإننا نقدمُ أيضاً هديةً عظيمةً ووعداً عظيماً للبشرية، لأن الخالق لن يترككم دون تحضير للمجتمع الأعظم، الذي هو أعظم عتبة ستواجهونها كعرق. هذه هديةٌ بوركنا بها أيضاً. وهي مازالت بحوزتنا على مدى قرون كثيرة مما تعدون. كان علينا أن نتعلمها اختياراً وللضرورة على حد سواء.
بالفعل، إن حضور المعرفة الروحية وقوّتها هما ما أتاحا لنا التكلم كحلفاء لكم وتوفير المعلومات التي نقدِّمها في هذه الإحاطات. ولو لم نكن وجدنا هذا الوحي العظيم، لبقينا معزولين في عوالمنا، غير قادرين على استيعاب القوى العظمى في الكون التي ستشكِّلُ مستقبلنا ومصيرنا. فالهدية التي يجري إعطاؤها في عالمكم اليوم قد أُعطيت لنا ولكثيرٍ من الأعراق الأخرى التي أظهرت وعداً مبشراً. هذه الهدية مهمةٌ بشكل خاص للأعراق الظاهرة كعرقكم التي تبدي وعداً مبشراً ولكن معرضة لخطر بالغ في المجتمع الأعظم.
لذلك، فمع أنه لا يمكن أن يوجد دينٌ واحدٌ أو إيديولوجيةٌ واحدةٌ في الكون، فإن هناك مبدأ كونياً وفهماً وواقعاً روحياً متاحاً للجميع. وهو مكتمل إلى حد أن بمقدوره التخاطب مع من هم يختلفون عنكم كثيراً. إنه يخاطب الأحياء بكل تنوعهم وكل تجلياتهم. وأنتم، يا من تعيشون في عالمكم، لديكم الآن الفرصة للتعلم عن هذه الحقيقة العظيمة وتجربة قوتها ونعمتها لأنفسكم. بالفعل، في نهاية المطاف، هذه هي الهدية التي نود تعزيزها، لأنها هي التي ستحفظ لكم حريتكم وحقكم في تقرير مصيركم وتفتح الباب لوعد أعظم في الكون.
مع ذلك، ستواجهون في البداية شدائداً وتحدياً عظيماً. وهذا يتطلبُ منكم تعلم معرفةً روحية أعمق ووعي أعظم. وإذا استجبتم لهذا التحدي أنتم المستفيدين، ليس على مستوى الفرد فحسب بل على مستوى العرق البشري بأكمله.
يجري تقديم التعليمُ في روحانية المجتمع الأعظم في العالم اليوم. وهو تعليم لم يعرض هنا من قبل. ويجري تقديمُه من خلال شخص واحد، يخدمُ كوسيط لهذا التقليد ومتحدث باسمه. ويجري إرسالُه إلى داخل العالم في هذا الوقت الحرج الذي يجبُ فيه على البشرية أن تتعلم عن حياتها في المجتمع الأعظم وعن القوى العظمى التي تشكل العالم اليوم.
فقط بهذا التعليم والفهم من خارج العالم يمكنُكم الحصول على هذه الميزة وهذا الإعداد.
لستُم وحدكم في الاضطلاع بهذه المهمة العظيمة، فهناك آخرون في الكون يضطلعون بها، حتى في هذه المرحلة من مراحل تطوركم. إنما أنتم عرقٌ واحد من بين أعراق عديدة آخذةٍ في الظهور في المجتمع الأعظم في هذا الوقت. كلٌّ من هذه الأعراق ينبئ بأمورٍ واعدةٍ إلا أن كلا منها عرضةٌ لخطر الصعوبات والتحديات والتأثيرات الموجودة في هذه البيئة العظمى. الحقُّ أن العديدَ من الأعراق فقدت حريتَها قبل أن تبلغها لتصبح مجرد جزءاً من الجماعات أو النقابات التجارية أو الدول العميلة لقوى أكبر.
لا نتمنى أن نرى ذلك يحدثُ للبشرية، لأن ذلك سيكونُ خسارةً عظيمة. ولهذا السبب نحنُ هنا. لهذا السبب يعملُ الخالق في العالم اليوم، حيث يجلبُ مفهوماً جديداً للأسرة البشرية. لقد حان الوقت لأن تنهي البشريةُ صراعاتها المستمرة فيما بينها وتستعد للحياة في المجتمع الأعظم.
أنتم تعيشون في منطقة يسودُها نشاطٌ عظيم خارج نظامكم الشمسي الصغير. وداخل هذه المنطقة، تُزاولُ أعمالُ المقايضة التجارية على طول طرق رئيسية معينة. تتفاعلُ العوالمُ، وتتنافسُ، وفي بعض الأحيان تتصارعُ مع بعضها البعض. ويسعى أصحابُ المصالح التجارية كلهم إلى اقتناص الفرص. وهم لا يسعون إلى تأمين الموارد فحسْب وإنما أيضا تأمين الولاء من عوالم كعالمكم. ويشكِّلُ بعضُهم جزءاً من جماعات أكبر. هناك آخرون يحافظون على التحالفات الخاصة بهم على نطاقٍ أضيق بكثير. لقد كان على العوالم القادرة على الظهور بنجاح في المجتمع الأعظم أن تحافظ بدرجةٍ عظيمةٍ على استقلاليتها واكتفائها الذاتي. فهذا يحرِّرُهم من أن يكونوا منكشفين لقوى أخرى وهو أمر سوف يخدم فقط استغلالهم والتلاعب بهم.
إن اكتفاءَكم-الذاتي وتطورَ فهمكم ووحدَتَكم هي بالفعل الأمور التي سيصبحُ لا غنى عنها البتة لرفاهكم في المستقبل. وهذا المستقبلُ ليس منكم ببعيد، لأن تأثير الزوار بدأ يتزايدُ بالفعل في عالمكم. وهناك كثيرون قد أذعنوا لهم بالفعل وباتوا يعملون الآن مبعوثين ووسطاء لهم. وهنا كثيرون آخرون يجري استخدامُهم ببساطة كموارد لبرنامجهم الوراثي. وقد حدث هذا، كما قلنا، مرات عديدة في أماكن عديدة. الأمرُ يخلو من الغموض بالنسبة لنا وإن بدا بالتأكيد غير مفهوم لكم.
التدخلُ هو في جانب منه مصيبةٌ وفي الجانب الآخر فرصةٌ حيوية. فإذا كان بمقدوركم الاستجابة، والتحضير، وتعلم المعرفة الروحية والحكمة المقدمة من المجتمع الأعظم، فسيكون بمقدوركم صد عمل القوى التي تتدخل في عالمكم وبناء الأساس لوحدة أعظم بين شعوبكم وقبائلكم. نحن، بالطبع، نشجِّع هذا، لأن هذا يقوي عروة المعرفة الروحية في كل مكان.
في المجتمع الأعظم، نادراً ما تحدثُ حروبٌ على نطاق واسع. فهناك قوى مُقَيدة. فقبل كل شيء، تؤدي الحرب إلى اضطرابات في التجارة وفي تطوير الموارد. ونتيجة لذلك، لا يُسمحُ للأمم الكبيرة بالتصرف باستهتار، لأنها تعرقلُ أهداف الأطراف الأخرى والأمم الأخرى والمصالح الأخرى أو تحولُ دون تحقيقها. تحدثُ الحروبُ الأهليةُ بشكل دوري في العوالم، أما الحروبُ الواسعةُ النطاق بين المجتمعات وبين العوالم فنادراً ما تقعُ بالفعل. لهذا السبب جزئياً أُنشئت تلك المهارة في البيئة العقلية، لأن الأمم تتنافسُ مع بعضها البعض وتحاولُ التأثير على بعضها البعض. حيث إن تدميرُ الموارد والفرص أمراً لا يرغبُ فيه أي أحد، فإنه يتم تنمية هذه المهارات والقدرات الأعظم بدرجات متفاوتة من النجاح بين العديد من المجتمعات في المجتمع الأعظم. وعندما توجدُ هذه الأنواع من التأثيرات، تكونُ الحاجةُ إلى المعرفة الروحية أعظم.
إن البشرية غيرُ مستعدة لهذا الأمر بشكل كاف. ولكن بسبب تراثكم الروحي الثري ومقدار الحرية الشخصية الموجودة في عالمكم اليوم، هناك وعداً مبشراً في المضيُ قُدماً في هذا الفهم الأعظم وبالتالي تأمين حريتكم والحفاظ عليها.
توجد قيودٌ أخرى تحول دون وقوع الحروب في المجتمع الأعظم. معظمُ المجتمعات التي تزاولُ المقايضة التجارية تنتمي إلى نقابات كبيرة لديها قوانين ومدونات لقواعد السلوك منشأة لأعضائها. وتعملُ هذه القوانين ومدونات قواعد السلوك على تقييد أنشطة العديد ممن يسعون إلى استخدام القوة للوصول إلى عوالم أخرى والموارد المملوكة لها. وإذا اندلعت الحربُ على نطاق واسع فإنها ستطالُ الكثير من الأعراق، وهذا لا يحدثُ في كثير من الأحيان. البشريةُ بحسب فهمنا نزاعةٌ للحرب وتتصور النزاع في المجتمع الأعظم من منظور الحرب، لكن ستجدون في الواقع أن الحربَ لا يتم التسامح بها وأن سُبُل الإقناع الأخرى توظف بدلاً من القوة.
من هذا المنطلق، يأتي زوارُكم إلى عالمكم دون تسليح عظيم. لا يأتون ومعهم قواتٌ عسكريةٌ ضخمة، لأنهم يوظفون المهارات التي تخدمُهم بطُرق أخرى، أي مهارات في التلاعب بأفكار من يواجهونهم ودوافِعهم ومشاعرِهم. والبشرُية عرضةٌ كبيرة لخطر عمليات الإقناع تلك بالنظر إلى ما هو سائد في عالمكم من خرافات وصراعات وانعدام الثقة في هذا الوقت.
لذلك، فحتى يتسنّى فهمُ زواركم وفهمُ الآخرين الذين ستقابلونهم في المستقبل، يجبُ عليكم وضع نهج أكثر نضجاً لاستخدام القوة والتأثير. هذا جزءٌ حيويٌ من تعليم المجتمع الأعظم. وسيُعطى جزءٌ من التحضير لهذا في التعليم في روحانية المجتمع الأعظم، ولكن يجب أن تتعلموا أيضاً من خلال التجربة المباشرة.
في الوقت الحاضر، نحن نفهم، أنه تسيطرُ على كثير من الناس أوهامٌ كبيرة في نظرتهم إلى المجتمع الأعظم. إذ يُعتقد أن من هم متطورون تكنولوجياً متطورون روحياً أيضاً، ولكن نستطيعُ أن نؤكد لكم أن هذا ليس هو الحال. أنتم أنفسكم، على الرغم من أنكم الآن أكثر تقدماً في التكنولوجيا مما كنتم عليه سابقاً، فإنكم لم تتطوروا روحياً بدرجة عظيمة جداً. لديكم المزيد من القوة، ولكن مع القوة تأتي الحاجة إلى زيادة ضبط النفس أكثر.
يوجد في المجتمع الأعظم من هم أشدُّ منكم قدرةً على المستوى التكنولوجي وحتى على مستوى الفكر. إنكم ستتطورون للتعامل معهم، لكن الأسلحة لن تكون بؤرة تركيزكم.
لأنه في حال قيام حرب بين الكواكب، يكون الدمارُ شديداً إلى حد أن الكل يخسرون. وماهي الغنائم في صراع كهذا؟ ما هي المزايا التي يؤمنُّها؟ عندما يقعُ صراعٌ كهذا، فإنه يحدث في الفضاء نفسه ونادراً ما يحدث على البيئات الأرضية. ويتم بسرعة التصدي للأمم المتمردة ولمن يقومون بالتدمير والعدوان، وخاصةً إذا كانوا موجودين في مناطق مأهولة تزاول فيها التجارة.
لذلك، من الضروري أن تفهموا طبيعة الصراع في الكون لأن ذلك سيوفرُ لكم البصيرة بشأن الزوار واحتياجاتهم — لماذا يعملون بالطريقة التي يعملون بها، ولماذا الحرية الفردية غير معروفة بينهم، ولماذا يعتمدون على جماعاتهم. لأن هذا يوفر لهم الاستقرار والقوة، لكن أيضاً يجعلهم ضعفاء لمن هم مزودون بمهارات المعرفة الروحية.
تمكنِّكم المعرفة الروحية من التفكير بأي عدد من الطرق، ومن التصرف بتلقائية، ومن تصور الواقع فيما وراء ما هو واضح، ومن تجربة المستقبل والماضي. هذه القدرات بعيدةٌ عن متناول من ليس بوسعهم إلا اتباع الأنظمة وإملاءات ثقافاتهم. أنتم متأخرون كثيراً عن زواركم من الناحية التكنولوجية، لكن تملكون الوعد بتطوير المهارات في طريقة المعرفة الروحية، فهي مهاراتٌ ستحتاجون إليها ويجب أن تتعلموا الاعتماد عليها بشكل متزايد.
لن نكون حلفاءً للبشرية إذا لم نعلِّمكم عن الحياة في المجتمع الأعظم. لقد رأينا الكثير. وواجهنا الكثيرَ من الأشياء المختلفة. وقُهرت عوالمُنا وكان علينا استعادةُ حريتنا. ولدينا، من الخطأ ومن التجربة، علمٌ بطبيعة الصراع والتحدي الذي تواجهونه اليوم. ولهذا السبب فإننا ملائمون تماماً لهذه المهمة في خدمتنا لكم. مع ذلك، لن تقابلونا، ولن نأتي لمقابلة قادة دولكم. ذلك ليس هدفُنا.
بالفعل، أنتم بحاجة إلى أقل مستوى من التداخل قدر الإمكان، إلا أنكم بحاجة إلى مساعدة عظيمة. هناك مهارات جديدة يجب عليكم تطويرها وهناك فهم جديد يجب عليكم اكتسابُه. حتى لو كان القادمون إلى عالمكم من الأخيار، لكان لهم ذلك التأثير وذلك الوقع عليكم فتصبحون معتمدين عليهم ولا تقومون بتأسيس قوتكم وقدراتكم واكتفائكم الذاتي. سيكونُ اعتمادُكم كبيراً على تكنولوجياتهم وعلى فهمهم إلى حد أنهم لن يكونوا قادرين على ترككم. والحقيقةُ أن مجيئهم إلى هنا سيجعلُكم حتى أكثر عرضة لخطر التداخل في المستقبل. لأنكم سترغبون في تكنولوجياتهم، وستريدون السفر على طول ممرات المقايضة التجارية في المجتمع الأعظم. ولكن لن تكونوا مستعدين، ولن تكونوا حكماء.
هذا هو السببُ في أن أصدقاء المستقبل ليسوا هنا. وهذا هو السببُ في أنهم لا يأتون لمساعدتكم. لأنكم لن تصبحوا أقوياء إن هم فعلوا ذلك. ستريدون عندئذ الارتباط بهم وإقامة تحالفات معهم، ولكن ستكونون أضعف من أن توفروا الحماية لأنفسكم. جوهرُ الأمر هو أنكم ستصبحون جزءاً من ثقافتهم، وهو أمر لا يريدونه.
ربما لن يتمكن الكثير من الناس من فهم ما نقوله هنا، لكن ستجدون بمضي الوقت أنه منطقي تماماً، وسترون حكمته وضرورته. في هذه اللحظة، أنتم أكثر ضعفاً، وأكثر تشتتاً، وأكثر تناحراً، من أن تشكلوا تحالفات قوية، حتى مع من يمكن أن يكونوا أصدقاءكم في المستقبل. ليس بمقدور البشرية بعد أن تتكلم بصوت واحد، ومن ثم فإنكم عرضة للتدخل والتلاعب من الخارج.
ومع تزايد واقع المجتمع الأعظم في عالمكم، وفي حال أمكن لرسالتنا بلوغ عدد كاف من الناس، سيتزايدُ الإجماع على أن هناك مشكلة أعظم تواجهها البشرية. ومن شأن ذلك أن يخلق أساساً جديداً للتعاون والإجماع. لأنه ما الميزة التي يمكن أن تتفوق بها دولة على أخرى في عالمكم عندما يواجه العالم بأكمله خطر التدخل من الخارج؟ ومن الذي يمكنه أن يسعى لاكتساب القوة الفردية في بيئة تتدخل فيها قوات فضائية من خارج الأرض؟ إن الحرية لا تكون حقيقية في عالمكم إلا إذا تقاسمها الجميع. يجب الاعتراف بها ومعرفتها. ولا يمكن أن تكون امتيازاً لحفنة من الناس وإلا لما كانت هناك شدة حقيقية هنا.
إننا نفهمُ من اللامرئيون أنه يوجد بالفعل أشخاصاً يسعون إلى الهيمنة على العالم لأنهم يعتقدون أن لديهم بركات الزوار ودعمهم. لديهم تأكيدات من الزوار تطمئنهم بأنهم سيتلقون المساعدة في سعيهم إلى الحصول على السلطة. ولكن، ما الذي يتنازلون عنه سوى مفاتيح حريتهم الشخصية وحرية عالمهم؟ إنهم يفتقرون إلى المعرفة والحكمة. ولا يستطيعون رؤية خطأهم.
نفهمُ أيضاً أن هناك من يعتقد أن الزوار هنا ليمثلوا نهضةً روحيةً وأملاً جديداً للبشرية، لكن كيف لهم أن يعرفوا، وهم لا يعرفون شيئاً عن المجتمع الأعظم؟ إنه أملُهم ورغبتُهم في أن يكون هذا هو واقعُ الأمر، وهذه الرغبات يستوعبُها الزوار لأسباب في غاية الوضوح.
ما نقولُه هنا هو أنه لا يمكنُ أن يقتصر الأمرُ على وجود حرية حقيقية في العالم، وقوة حقيقية، ووحدة حقيقية. نحن نتيح رسالتنا للجميع، ونحن على ثقة من أن كلماتنا يمكن تلقيها وأخذها بعين الاعتبار بجدية. لكننا لا نملكُ التحكم في استجابتكم. ربما تؤدي الخرافات والمخاوف السائدة في العالم إلى جعل رسالتنا بعيدة عن متناول الكثيرين. لكن الوعد لا يزال موجوداً. لكي نعطيكم المزيد، سيتعين أن نستولي على عالمكم، وهو ما لا نريد أن نفعله. لذلك، فنحن نعطي كل ما بوسعنا إعطاؤه دون التشويش في شؤونكم. لكن هناك كثيرون يريدون التشويش. يريدون أن يقوم بإنقاذهم أو تخليصهم شخصٌ آخر. إنهم لا يثقون بالإمكانات المتاحة للبشرية. ولا يؤمنون بمواطن القوة والقدرات المتأصلة في البشرية. هؤلاء سيسلِّمون حريتهم طواعية. سيصدقون ما يقوله لهم الزوار. وسيخدمون أسيادَهم الجدد، معتقدين أن ما يقدَّم لهم هو تحريرهم.
إن الحرية شيءٌ ثمين في المجتمع الأعظم. لا تنسوا ذلك أبداً. حريتكم، حريتنا. وما الحرية إلا القدرة على إتباع المعرفة الروحية، الحقيقة التي وهبها الخالق لكم، وعلى التعبير عن المعرفة الروحية والمساهمة بالمعرفة الروحية بكل تجلياتها؟
زوارُكم لا يملكون هذه الحرية. هي غير معروفة لهم. إنهم ينظرون إلى فوضى عالمكم، ويعتقدون أن النظام الذي سيفرضونه هنا سيخلِّصكم وينقذكم من تدميركم لأنفسكم. هذا كل ما يمكنهم تقديمه، لأن هذا هو كل ما لديهم. سيستغلونكم، لكنهم لا يعتبرون هذا الأمر في غير محله، لأنهم هم أنفسُهم مستغَلون ولا يعرفون لذلك بديلاً. فلقد تمت برمجتُهم وتكييفُهم بشكل شامل إلى حد أن الوصول إليهم على مستوى روحانيتهم العميقة أمر تكاد تكون فرصُه معدومة. ذلك أنكم لا تملكون الشدة للقيام بذلك. وسيتعينُ أن تكونوا أشد بكثير من شدتكم اليوم حتى تتمكنوا من أن تأثروا على زواركم تأثيراً يحققُ لهم الخلاص. على أن امتثالهم ليس أمراً غير اعتيادي في المجتمع الأعظم. بل هو أمرٌ شائع جداً في الجماعات الكبيرة، حيث يكونُ توحدُ الشكل والامتثالُ ضروريين للعمل بكفاءة، لا سيما عبر مساحات الفضاء الشاسعة.
لذلك، لا تنظروا إلى المجتمع الأعظم بخوف، بل بموضوعية. والظروفُ التي نَصِفُها موجودةٌ بالفعل في عالمكم. إنها أمور تستطيعون فهمها. فالتلاعب أمرٌ معروفٌ لديكم. والتأثير أمرٌ معروفٌ لديكم. كل ما في الأمر أنكم لم تواجهوا أياً منهما قط على نطاق بهذا الاتساع، ولا كان عليكم يوماً أن تتنافسوا مع أشكال أخرى من الكائنات الذكية. ونتيجةً لذلك، لا تتوافر لديكم بعد المهارات اللازمة للقيام بذلك.
نحن نتكلمُ عن المعرفة الروحية لأنها أعظم قدرة لديكم. بغضِّ النظر عن التكنولوجيا التي يمكنكم تطويرها مع مرور الوقت، فالمعرفة الروحية هي وعدكم الأعظم. أنتم متأخرون كثيراً عن الزوار في تطوركم التكنولوجي. لذلك يجبُ عليكم الاعتماد على المعرفة الروحية. إنها أعظمُ قوة في الكون، وزوارُكم لا يستخدمونها. إنها أملُكم الوحيد. وهذا هو السببُ في أن التعليم في روحانية المجتمع الأعظم يعلِّمُ طريقة المعرفة الروحية، ويوفرُ خطوات إلى المعرفة الروحية ويعلمُ حكمة المجتمع الأعظم وبصيرته. بدون هذا التحضير، لن تكون لديكم المهارةُ أو المنظورُ اللازمان لفهم المعضلة التي تواجهونها أو الاستجابة لها بفعالية. إنه أمرٌ يفوق الحدود حجماً. إنه أمرٌ يفوق الحدود حداثةً. ولستم متكيفين مع هذه الظروف الجديدة.
يتزايد تأثيرُ الزوار مع مرور كل يوم. على كل شخص يستطيع سماع هذا والشعور به ومعرفته أن يتعلم طريقة المعرفة الروحية، طريقة المجتمع الأعظم للمعرفة الروحية. هذا نداء. وهو هدية. وهو تحدٍ.
لو كانت الظروفُ أفضل لما بدت الحاجةُ بهذه الشدة. لكن الحاجة هائلة، لأنه لا يوجدُ أمن، ولا يوجدُ مكان للاختباء، ولا يوجد ملاذٌ في العالم مؤَمن فيه من حضور الفضائيين هنا. وهذا هو السبب في أن الخيارات تقتصر على اثنين لا ثالث لهما: إما أن تذعن وإما أن تدافع عن حريتك.
هذا هو القرارُ العظيم الذي يتعيَّن على كل شخص اتخاذه. وهذه هي نقطةُ التحول العظمى. ليس بوسعكم أن تكونوا حمقى في المجتمع الأعظم. إنها بيئةٌ فائقة التطلبات، بيئةٌ تستلزم الامتياز والالتزام. إن عالمكم فائقُ القيمة. ومواردُه مطمعٌ للآخرين. ويُنظرُ إلى الموقع الاستراتيجي لعالمكم بإعتبار عالي. وحتى لو كنتم تعيشون في عالم ما بعيد جداً عن أي طريق من طرق المقايضة التجارية، بعيداً عن جميع التعاملات التجارية، فإن أحدَهم سيكتشفكم في نهاية المطاف. ونهايةُ المطاف هذه قد حلَّت لكم الآن. والأمر جارياً على قدم وساق.
فلتتشجعوا، إذن. فالآن هو وقتُ الشجاعة، وليس الازدواجية. وخطورةُ الموقف الذي تواجهونه إنما يؤكدُ أهمية حياتكم واستجابتكم وأهمية التحضير الذي يجري تقديمه في العالم اليوم. وهو تحضيرٌ لا يقتصرُ هدفه على تنويركم وتطوركم. بل يهدفُ كذلك إلى حمايتكم ونجاتكم.
الاندماج في المجتمع الأعظم هو مصيركم . عزلتكم أنتهت الآن ، بالرغم من أنها تمت زيارات كثيرة في الماضي ، حالة العزلة وصلت لنهايتها . الآن أنه من الضروري لاستيعابكم بأنكم ما عدتم وحيدين — في الكون أو حتى في عالمكم الخاص .